Tuesday, January 11, 2011

الأم مينة...


في طريقي الى مقهى الانترنت استوقفتني.. لم أتبين ملامحها للوهلة الأولى..لكن بعيد برهة وجدتني أرسم ابتسامة عريضة على وجهي الدي كان يتصبب عرقا على اثر مشيتي السريعة المعهودة..نادتني السيدة باسمي فدنوت منها بضع خطوات..تبينت المنادي كما أسلفت فانحنيت لكي أبصم قبلة تبرك وشوق عل ى هامة أم مينة العزيزة ..لقد عرفتها انها هي السيدة العجوز التي كانت تبيعنا القطا ني المسلوقة وحلوى التفاح قرب باب المدرسة ..مدرستي الابتدائية العتيقة..ضمتني أمنا مينة ضمة شديدة يختلط فيها الحنين والشوق ويزاحمهما رصيد المحبة الصادقة التي كانت تكنها لنا نحن الصبية التلاميد لأنها كانت تعتبر كل من يبتاع منها حبة تفاح..أو حبات فول.. هوابنها الدي طالما انتظرت انجابه..كثرت قبلاتها وأنا في الشارع..وقلت قبلاتي حياء من المارة..لكن همست بريد الحب الغالي الراسخ في احدى أدنيها وأنا منغمس في صدرها العابق برائحة النستالجيا الباكية..كدت أن أبكي لم أرها مند سنوات الابتدائية البتول المقدسة في خاطري..أأأهههه..أين الطفولة البريئة..أين هي .في ساعة العناق الحار تلك اجتمع الماضي اوالحاضر في عيني..كل شيء كل دكرى عطرة عشناها بمعية هده الأم الحنون الرقيقة المشاعر.. أمنا مينة كانت امرأة عقيم لكن أبناؤها الأن كثر..كثر..يااااااااااااه قالت معاتبة أين أنت ياولدي ...أين أنت..تبارك الله ماشاء الله..هاقد سرت رجلا الأن..صورتك لم تختفي من بالي ..أنا لن ولم أنساك حتى لو سرت كهلا..فأخدتها عينها لوهلة وهمت باكية بكاء خافت اهتزت له أنسجت داكرتي بدكرياتي البعيدة..عندها نسيت أين أنا لم أهتم بمن حولي من مارة كثر..أعدت ضمها الى صدري للحظات كي أمنع دمعاتها من الانهمال الفضي الروح..وضعت كلتا يديها على وجهي الحمر من وهج الماضي الغابر..فقالت..أأه قل لي أين وصلت يابني..ماشاء الله ماشاء الله..لقد كبرت..قلت لها بوركت يا أمي .. أنا الأن في الجامعة..هده سنة التخرج بادنه تعالى..أنا أدرس لغة أجنبية وأتمنى من الله أن يوفقني الى أن أحصل على درجة عالية فيها..زمت سفتيها السوداوتين..بعينين مغرورقتين وهي تقول لا حرمكها الله يابني ووفقك الى ما يرضيه..وأتمنى أن تجد بها عملا يليق بجهدك هدا يارب..أأه كيف الأهل الكل من الصغيرة الى الكبيرة..قلت وأنا مشبك الأصابع منتصب القامة حمدالله الكل بخير..منهم من دهب الى الخارج ومنهم من تزوج ومنهم من لا يزال يدرس..على أية حال الكل لا يزال يأكل القوت وينتظر الموت..ستطردت ربي يحفظك ويسترك يا رب..سلامي لأهلك وقلبي معك ..وادا مت لا تبخل بزيارتك لقبري يابني أرجوك..فاسوقفتها.. أطال الله عمرك ونفعنا الله بك يا أمي..لا تعلمين كم اشتقت الى سكاكرك وفولك المسلوق..بارك الله فيك يابني تلك أيام قد خلت العمر يمشي ولا يعود الى القهقرةيابني..أمك مينة كبرت ولم تعد تقدر على صنع شي..أنا الأن لا أعيش الا مع أهل الاحسان والجود أمثالك يابني..على أية حال لا تنسانا ادا اشتغلت ولو بالدعاء..انحنيت مقبلا باكيا بكاء يتردد صداه في قرار قلبي..وقبل أن نفترق قدمت لها شيئا زادتني به دعاءا وبركة..تركنا بعضنا ..بعد أن أعدنا المضي بما فيه من دكرى جميلة بريئة الحركات واللحظات..لكن سرعان من انكشط بريقه ووجدتني مرة أخرى وسط سيل عارم من المارة ..حراره أم مينة كنت لا زلت أجدها تتردد حولي ..كنت أشعر أننا لا زلنا نتحدث ونطوي طيايات الماضي حيث وجدت ظهري يسند على دفة كرسي متين ويدي على ملمس الحاسوب وأنا في مقهى الانترنت..فستفقت من نومي اللديد داك..وانتبهت الى نفسي..ولساني لهج بدعاء لطالما رددته على مسامعنا ونحن نحيطها من كل جانب نرتشف ماء الفول الدافئ في في سماء المطر المتساقط .. أطال الله عمرها تلك أمنا مينة السوداء البشرة البيضاء القلب الصافي المحب..



المخلص...


ها قدعادت الشمس من حيث أتت ..هناك خلف دلك البحرالعظيم..ورحلت عن الارض وقاطنيها ..رحلت.. فتبعها نور النهار..وصفاء السماء ..وبهجة الطيور..وزقزقة العصافير ..وجريان

الجداول ..وغناء الطبيعة . رحلت فتبعهاالنسيم العليل..وبهاء الزنابق والياسمين..وحمرة شقائق النعمان.رحلت ..رحلت فتبعها صفاءالجو ونقاؤه..و حركة الكائنات ورتابتها المستمرة

غابت الشمس ادا..واعلن الكون مجيء الليل وسواده..فسكن كل متحرك ..وزال كل جميل..فكا ن دلك كاحلام صبية نامت في احضان طبيعة غناء..ولما فتحت عيناهاوجدت نفسهافي كنف مغارة مظلمة مخيفة.

توقف كل شيء..و زال..نور النهارطمس ..وصفاء السماء انمحى..وبهجة الطيور سكنت..ومنابع الجداول نضبت و جفت ..و غناء الطبيعة اخرس..ونسيمها الفياح تلاشى في سماء الليل المرعب.

جاء الليل..جاء الليل فطأطأت الزنابق والياسمين تويجاتها المزكرشة..ملوية الساق..جريحة الأوراق..وكأنهن من جمالهن أميرات..سقطن أسيرات في في يد هالك مستبد..بعيد بهجة وسرور وتر ف سالف عشن في كنفه.

جاء الليل..فاختفت شقائق النعمان عن الوجود..ولم يعرف لها مكان. كأنها فرت هاربةخائفة على جمال حمرة أورقائها المحتشمة الخجلى. جاء الليل..فانقلب صفاء الجو ونقاؤه الى اسد مسعور..ورياح عاتية هوجاء ..فسكنت الكائنات عن حركتها الرتيبة الدؤوب ..فانتشرالظلام الدامس في كل مكان ..وعم الصمت والهدوؤ وأطبق على أرجاء القرية الهادئة.

وبدلك يكون الليل قد احكم قبضتة بالفعل..وصدح بانتصاره على أهل الأرض بعد هزيمته النكراء للشمس بتوليها عن النزال أمامه ..فاختبأت خلف المحيط ملممة جراحها البليغة .تنتظر الفرص السانحة للا نقضا ض على الليل في محاولة أخيرة..تستعيد بها هبتها المسلوبة.

ربما تكون قد خانت الأرض وأهلها..ونقضت العهدالدي كانت قد قطعته على نفسها بمنازلة الليل ونحره ..

وبسرعة البرق الخاطف...أسدل الليل الكاسر ثيابه الدامس على محيا البسيطة وأديمها الأخضرالمعشوشب نضارة وبهاءا...وأعلنت حالة الطوارىءفي هدا العالم الفسيح ..بعد أن فك الليل قيود أشباحه المكبلة بضوء الشمس..وجمال الطبيعة ..واعطى الانطلاقة لتنتشر في كل مكان..كي تبث الرعب في كل جميل ينعم بالحياة.

جاء الليل.............فأغلقت أبواب بيوت القرية باحكام..وانطوت النوافد على نفسها..كي تمنع الأشباح..أشباح الليل المخيف من الدخول الى قرار البيوت الميت أهلها من الرعب بعدما علمواسقوط الشمس..و توليها عن القتال.

فانقطعت الحركة في القرية من كل انسان..تتخلل جناحاه الحياة..فخلا كل حبيب بحبيبه..والقلوب عند الحناجر..عندها أطفئت الشموع والمصا بيح فجأة ..بعد أن تحكمت مخالب الليل وبراثه من وجه الأرض الجميل..فسكن الكون بمن فيه وخشعت مخلوقاته واستسلمت تحت وطاة الليل الهاجم..فخلدت الى النوم..و ما أخالها نامت.. بعدما علمت ماكان يحيط بها..لكنها نامت حقا...

نعم لقد نام أهل القرية رغم الهلع..نامواجميعهم..من الجنين الى الكهل..وجرت الملأت على الأجساد رغبة في دلك..بل نام من في الأرض جميعا..الا..الا..الاواحدا..تصدا للليل وأشباحه الكاسرة..بكل شجاعة وبسالة..كالبرق في سرعته التف ببردة البيضاء..المهيبة اللون ..وقتل الخوف..الدي قتل أهل قريته العزل..فتأبط عكازته المعقوفة..ودفع بصدره ظلمة الليل لينسل خارج بيته الى زقاق القرية..حيث انتصبت قدماه كفارس مقدام لا يهاب الموت..فأشهر عكازته القاطعة البتراء...معلنا بها حربا دامية يعين فيها الشمس الجرية والمترصدة رغم الجرح البالغ..ساعة الصفرللانقضا ض على الليل الهاجم وقتله....

دارت رحى الحرب..و حمي وطيسها..وأخد الفارس الغيور يمزق الأشباخ اربا..اربا..و الدماء تتطاير هنا وهناك..و قلبه مشتعل انتقاما على ما فعله الليل الغاصب ببني جلدته من أهل القرية ..و في حركة سريعة خاطفة و كأنه أستاد للسرعة في الحرب خرج من بين أشلاء الاشباح المثناترة..منتصرا ظافرا منتقما...عندها على جناخ السرعة تعود الشمس الجريحة المختبئة خلف المحيط ...فتنقض على رقبة الليل وتفصل رأسه عن جسده الرهيب..باشعتها الحادة البراقة... وتنهي الحرب لصلحها..بعد أن تستعيد ما سلبها الليل من نور ..وبهجة.

و تستيقض القرية بما فيها..بل يسيقض الكون كله..سعيد قرير العين بالنصر الدي ما بعده نصر..وقد منحها الله مخلصا لهامن رعب الليل وبطش أشباحه الضارية..فعانقت الشمس صدر الأرض..طالبة الصفح و السماح والمغفرة.

لقد عادت الحياة كما كانت..واستأنفت الجداول جريانها..والطيورزقزقتها..والزنابق.والياسمين

وغيرها من الزهوربث مسك أريجها الفياح..لقد عادت شقائق النعمان بحمرةأوراقها الزاهية... حيث غنت الطبيعة عودة الشمس ضافرةعلى الليل المخيف.....وعاشت القرية وأهلها بسلام وأمن دائمين.

حديث خافت...


جلست الى مكتبي الخشبي العتيق أطالع هدا الكتاب وأتصفح داك بنهم يتخلله حنين جارف للقراءة كان قد عاد من توه بعدما سقط ناظري الشارد على اديم أوراقي التي تراست على نحو عجيب داخل أكباد كتبي الكثيرة العدد ..وقد ملأت من كل حقل فكري.. أدبي كان أو علمي..ملأت عن آخرها كلمات غضة مفيدة..كنت أجد ظلها حتى في ممشاي الى المدرسة ..ايام كنت يافعا نشيط الحركة دؤوب المطالعة ولا زلت الساعة محافظا كما كنت ..مخلصا لكتبي التي كانت تملا غرفتي وفضاءها الرحب.. جلست الى كتبي فدفعت بصدري معانقا تلك الرزمانة الورقية المقدسةالتي كنت اجد عبق أريجها الفياح يملا أضلعي.بصمت خافت خجول..احسست براحتي صدري تلا مس أطراف كتبي..أحسست بها هي الاخرى تبادلني نفس اللمسات الخافتة الصوت..أحسست بعروق صدري تشاطرها دماها الزاخرت بكلمات العلم النافع المهيب المعاني...أحسست بشيء آخر لم أعهده..شعرت بنفسي تأخد مني على حين غرة ..الى مكان أجهله.رأيتني أطير في عالم فضا’آته حبلى بنسائم كلمات كتبي التي كنت أعانقه لتوي..أحسست بأحدهم يأخد بيدي الى مكان لا أميز مكونات محيطه..لم أنبت ببنة شفة..لم أكن خائفا ولا مرتعبا..لكن كنت رأسا أجهل الى أين أريد بي المقصد ولما؟ لم أكثرت حتى للسوءال..لأن حلاوة المكان كانت تأخدني وتسلب أحاسيسي البشرية عن العمل..للحظة..علمت أني انغمست في بحر كتبي هته..هكدا شعرت..كانت يداي لا زالت ممسكة بيد أخرى تأخدني وأنا صامت..شارد..منتشي بنسيم تتطاير نفحاته من كل مكان حولي.سرت بمعية الغريب الصامت..لبرهة شعرت بنفسي أسير على كلتا قدماي الصغيرتان..نظرت الى ماسك يدي اليمنى متبينا..فادا هو ..رجل مهيب المنظرملائكي الوجه..يتجلجل وكانه البدر ليلة اكتماله.. طويل اللحية مكسوة ببياض ناصع..كان يرتدي ثوبا رماديا بارد اللون تتخلله خيوط رقيقة بيضاء داكنة ارتسمت على بردته التي تناسبت وقامته الباعثة على الورع والحمة وكدا العلم الغزير..أحسست بشفتاي تفارق احداهما الاخرى سائلتا بدون أن تستشير فؤادي الجدلان بحبور منقع النظير..من حضرتك سيدي؟ ..لكن لم يجبني على سؤالي هدا سألته ثانية مكثرتا سيدي من حضرتك؟..من أنا؟ نعم أنت سيدي ومن غيرك في هدا المكان؟ قل لي يا ولدي هل راقك المكان؟ هل انتشيت بنسائمه؟ هل تحسست عبيره الجاري في بحر هده الكلمات؟ هل أعجبك ما رأيت؟..كانت أسئلته تتناثر من ثغره رقيقة الحس تحط على مسمعي كرنات مسيقية من نسج الأيائل الحنينة الغنة..أجبت مستعجلا طمعا في أن يزيدني هدا الغريب المهيب أسئلة تفعل بي ما فعلته بي شقيقاتها من انتشاء وطرب ونشوة.قلت مجيبا نعم نعم..سيدي آآه لكم انتشيت آآه لكم طرب لما وجدت من مكان مسيرك هدا..سيدي قلي من حضرتك ولا تعدني من حيث أتيت بي أرجوك..كانت عندها ابتسامات مرهفة تتفجر من ثنايا مبسمه الدي لم أتبنه من كثرت بياض محياه الملائكي..أجابني اسمع بني أنا سفير كتبك ..اندهشت..وأخدت أفرك خصلات شعري الخفيفة الاطراف..مادا قال؟ سفير كتبي الكتبي سفير؟



أطعت قدماي ولزمت الصمت...


وأنا في طريق طويل لا نهاية له..مشيت بسكون متتاقل..لم ألتفت يمنة ولا يسرة..لزمت الصمت وتابعت المسير..لم أن أشعر بقدماي ساعتها..لكني كنت أمشي..نعم كنت أمشي..كنت أسمع صوت خافت يأتي من تحت أخمس حدائي الجلدي..كان صوتا هادء لكن لم ينقط ولم يلزم الصمت ..كما لزمته شفتاي..لقد كان صوت خطاي الوئيدة..أردت أن أعي حالي حينها..لكي أعلم أين أنا؟واٍلى أين تأخذني قدماي؟..حاولت أن أتحسس محيطي..مكاني..زماني..مقصدي..لكن لم تسعفني مخيلتي لأم يجبني أحد..حتى قلمي الحبري الذي كان مندسا في جيبي الأيمن ..لم ينبت ببنة شفة..وقد علم بحالي حين جهلته أنا..فصرت..لا أميز حتى المميز الجلي..لم تكن عيناي مطيعة كما خبرتها دائما..قد عجزت هي الأخري عن التعرف للألوان والأجسام المألوفة المنظر..لا زالت قدماي تسيران..لا بل لا زالتا تقودانني الى المجهول من حيث لا أشعر..شعرت حينها وكأنه تم اختطافي..على حين غرة..استنجدت بيدي..لكن كانت احداهما تكبل شقيقتها بدون تهمة..سالت نفسي مرات ومرات والخوف لا بل الدعر كان يسلب خلايا حافظتي..لا من يرد ولا من يغيث لستغاتات التي لم تكنتجد بابا مفتوحا حتى لطبلتي أدني ..شعرت بنفسي أمشي ..لكن الى أين؟..لا أعلم ..من يقودني؟ ..لا أعلم..من كبل يداي التي كانتا لا تنفك طاعتي؟..لا أعلم..أردت ان ارفع رأسي..لكن لم يرفع حتي..أردت أن أقف..أن أتحدى خاطفي المجهول هدا..لكن..لم تكن لي قوة..حتى على التحكم في جفوني أهداب عيني..الكل كان ضدي..كل أعضائي ..كل خلا يا جسمي..حتى عقل..لكن كنت لا أزال أشعر بقدماي..نعم تسيران بخطا معهودة..أردت بمحاولة يائسة أخيرة أن أقف بقوة مخاصما كياني ..بما حمل من ملابس شتوية..كنت أصيح بأعلا صوتي..لكن كنت لا أجد ترجيعه حولي..حاولت مرة أخرى لكن كانت كزميلاتها الفاشلات..فاستسلمت أمام نفسي الصامت..بعد أن ألححت عليه متسائلا..اٍلى أين تأخدني؟ قف أرجوك..ألم تعلم من أكون؟ أنا أنت..قف..قف..فشلت..فأطعت قدماي ولزمت الصمت..بعد أن سجن كل عضو مني الا قداماي..لم أعد أشعر أين أنا وهل وأين أسير..والى أين ستأخدني قدماى المتمردتين هتان..مشيت..مشيت..فمشيت..مشيت طويلا..ثوان ..دقائق..ساعات في انتظار المجهول..لم أتعب هدا كان احساسي الدفييييييييييييين..الدي كان يتحسس خطا أقدامي..لم يكبل..لقد نجا من جلا د لا أعرفه خدركل أطرافي وخلايا جسمي النغمس في ملابسي الرقيقة..حدركل شيء ..بدون دنب اقترفته..خدرني فلم ينجو الااٍحساسي الدفين هدا..وقدماي التي كثرت خطاها فلم تكل ولم تتعب..خفت..آه خفت..لم أعد أفطن لحالي..بعيد استسلامي أمامي حالي هدا..الدي لم تعهده أيامي اليقظى..مسيت..مشيت..فمشيت..فمشيت..للحظة..صمتت قدماي عن المشي..لم أعد أسمع خطاها..لقد انقطع الارسال عن احساس اليتيم الدي كان كل ما تبقى لي..كي أتحسس القليل من ماكان يحدث لي أو يجري حولي..لقد وقفت قدماي عن المسيرفجأة..زادت رغبتي في تحسس المحيط حولي ببصيص احساس الدفين الفار..لقد توقفت حن الحراك..لكني لم أكن أزل واقفا..شعرت وكأن خاطفي الخفي أوقفني عند مصرعي..حاولت سل يداي بقوة من قيد لا أعرف شكله..حاولت جاهدا..شعرت أني واقف أما م شخص لا أتبين ملا محه..أحسست أنه يعد سكينه لنحري..خفت فاشتد خوفي فصار هلعا ..استخرجت كل قوتي ..صحت بأعلا صوتي..أغيثوني..أنجدة..شعرت حيها بصدى صيحاتي ..تملأ المكان..فطنت لحالي..نعم شعرت بمن حولي.. نعم نعم أنا ..أأأنا أرى..أسمع ..لقد أطلق سراحي..يداي..يداي تحركتا..فمي ابتسم..قلبي انشرح..خلا يا حافظتي..عادت حكتها الرتيبة..شعرت بدمي يسري بخفة ونشاط..فتحت عيني جيدا..وقع بصري على شيء..لم يستبين للمرة الاولى لكنه اتظح بعد ثوان..اندهشت لما رأيت..ولم أصدق عيناي..أعدت فركتا بكلتا جمع يدي العائدتان الى طوع خلايا عقلي الهائم....لقد رأيت الى أين ..أخدتني قدماي..انه المعلوم وليس المجهول..لقد وجدتي أبتسم وأنا واقف أما باب الجامعة الازرق الكبير..التفت حولي لم أجد أحدا ..لم يكن هناك جلا د..تعالت ضحكاتي بعدما علمت أني قطت خمس كلمترات مشيا....على قدمي بدون أن أشعر الى أين كانتا تأخدناني..بعد دلك..غاب عني ثانية ما كنت أرى ..وأسمع ..وأتحسس..وجدتني أسير مرة أخرى..يداى مكبلتان الى الوراء..عقلي بخلاياه الحية غاب عني..احساسي العميق..هجرني هو الاخر..كل شيء عاد الى الجمود كما كان..لكن كنت أشعر بقدماي تسيران..مشيت..مشيت..فمشيت..فعلمت أن قدماي تأخدني الى بيتي عائدا..ابتسمت فسعفنتني شفتاي..بيد أني لم أن أرى ما..يحيطني..أطعت قدماي ولزمت الصمت..

حبات لوز


استيقظت صباح اليوم متأخرا بعض الشيء..أزحت الغطاء عن وجهي الدي كان لا يزال دافيء بحرا رة أحلام كنت أجد بقاياها الخافتة نصب عيني وتملأ المكان من حولي..اٍنبهت الى هاتفي الخلوي الدي كان هو الآخر يغط في نوم عميق مغمض العنين..عالجته بيدي بسرعة ..فستيقظ من فوره بألوانه المغايرة..وأعدته الى جانب وسادتي الزرقاء الناعمة الملمس..سافرت بعيني في أطراف غرفة نومي المتواضعة على وجه السرعة..فرأيت شيئا لم يكن مألوفا لدي رأيته..رأيت حبات لوز متراسة على اٍحدى كتبي التي كانت تلازمني طوال الليل..دنوت قليلا لأتحسسها بأطرافي أصابعي الملطخة بحبرأقلامي التي كنت أتعارك معها في ساعات الليل المهيب الصامت..تحسستها فابتسمت..ابتسامة افتقدتها مند زمن بعيد..تدكرت ألعاب أعياد عاشوراء الجميلة..عندما كان يشتري لي والدي..مسدسات بلاستيكية زهية الالوان وكان يضعها جنب وسادتي..وقد أسكرني النوم بعد طول انتظار..كانت هداياي ليلة الاوقات..لا أعرف شكلها حتي الصباح....توضع على جنبي وأنا نائم منغمس في سبات الطفولة الغضة..كنت أعتبرها مفاجآت لا تنسى..تفتح كلتا عيني على ظلها الحنون المحب..هدا كان بعد ثمانية عشرة سنة مضت بعد الان..أما حبات اللوزهده..فقد أحيت الدكرى الكهلى العتيقة..حبات لوز..كانت قد وضعتها أمي على محيا احدى كتبي السالفت الدكر..قمت من غطاء أحلامي ببطأ وحنين الشوق الى الطفولة الميتة يهزني من أكتافي على مهل..انتفضت من غبار الاحلام بعد فترة..أعادتني للوراء قليلا..فأحتضنت حبات اللوز هته ببطء بيداي الدافئتين ولدة الماضي الدفين تغمر كياني..قبلت حبات اللوز وبالغت في احتضانها الي..فسمعت والتي تقول وقد ودلفت غرفة نومي

مارأيك في حبات اللوز هل أعجبتك؟.فأبتسمت للماضي..وانتبهت للحاضر..بعد أن تدوقت حبات اللوز هده.

في مقهى الاٍنترنت


قد عدت للتومن مشوار صغير..أخد من وقتي قرابة الساعة وبضع دقائق..وأنا سائر في طريق العودة اٍلى البيت..وجدتني في مقهىالاٍنترنت الذي كان يبعد عن حينا الحضاري الجديد سوا كلمترات قصيرة ..ولجت هذا الأخير بخطا وئيدة لا يسمع وقها على أديم فناء سوق الحواسب هذا..على أية حال..بحثت عن مكان مناسب يميل له خاطري ويرتاح له بالي..وهذا ما كان بالطبع..ِِِاندسست في كرسي فخم ووضعت كلتا يدي على ملمس الحاسوب الذي كان يعتلي عرش طاولة خشبية رفيعة الصنع ..في حين كان يحيطني من كلنا الجهتين.. ميمنة.. وميسرة.. ستائريكسوها اللون الكسنائي جمالا ورقة..كبست زرا من أزرار الوحدة الرئيسية وهي عبارة عن صندوق مستطيلي الشكل..وهو بمثابة العقل الاٍلتروني المعقد البناء لجهاز الحاسوب.. كبست زر التشغيله فأجابني هدير صوته الخافث من فوره..بعيد برهة انتظار ..وبعد أن علجتها هي الأخر ى بكبست زر من اٍبهامي الأيمن.. أماطت شاشة الحاسوب لثامها الأسود القاتم عن وجهها المزكرش بألوان الطيف المختلفة..فعلمت أن الدماء قد عادت تسري في عروق الحاسوب الميت الساكن من جديد وأخدت الأيقونات المغايرة الأشكال تظهر تباعا ..واحدة تلو الأخرى..في حركة رتيبة تشابه توالي سقوط زخات المطر العفيف على محيا صبي يلامس وجهه الغض ماء السماء للمرة الأولى..نعم كانت الأيقونات كحبات الرمان متراسة في أماكن غاية في الدقة..بألوان داكنة الطلاء.. أشرقت شمش حاسوب طاولة مقعدي الفخم هذا..عندها حركت أصابعي يدي في الهواء بخفة السحرية..كنت لا تطا وعني ..فنضت عنها غبار البرد القارس الذي كنت أجده في دواخي الحبلى بالكلمات الرقيقة القد..البجميلة الشكل والمعنى..نظرت اٍلى الحاسوب مرة ثانية..ودفعت بسبابتي رأس القأرة الالترونية..كابسا بذ لك أيقونة شبكة الانترنت الامتناهية الاطراف..بريهة قصيرة.. في انتظار الارسال الطيع الخنوع..وها أنا دا أبحر بلا سفينة ولا ربان..نسيت نفسي فوجدتني قد اتجهت الى أووربا الشرقية بلا تذكرة ولا حتى جواز سفر رسمي..خرقت كل الحدود ..الأرضية منها والجوية ..لم يمنعني أحد.. ولم يعترض طريقي ردار قمة في الاستشعار..صعدت القمر ..نعم..نعم القمر..رأيت حينا عن بعد آلاف الاميال..رأيت الارض بين يدي المربوعة القد..رأيت جزرا كثيرة بعد أن رأيت القارات تنحني أما مي مستضيفة كريمة..رأيت كل شيء ..كل شيء..البر بما اكتنز..والبحر وما جمع..والفضاء وكم اتسع..فطنت لي حالي وقد سلبتني روعة المشاهد المنقطعة النظير..أحسست بساط الزمن وهو يعيدني الى مطار مقهى الانتر نت المكتض ببحارة هوات مثلي ..أفقت ..أيقظني هاتفي الخلوي برناته المتصاعدة قدما..آه لكم انتشيت ..أجبت عل الهاتف عل عجل ..فاذا بالمتصل أمي...

أين البطاطس يابني لقد انتظرتك أكثر من ساعتين..ما ذا حدث لك؟

آآآآآآآه البطاطس لقد نسيت...لقد ابتعتها مند مدة لكن بدل ان اتوجه الى الدار عائدا وجدتني في مقهى الانترنت ونسيت

البطاطس وهي في يدي..يا الهي انا آسف ياأمي..لقد نسيت نفسي..أأأنا.. أنا قادم حالا

هيا..هيا.. أسرع يا ولدي لم يبقى لنا المزيد من الواقت..يا لك من ولد خدوم

وتلك الأيام نداولها بين الناس


ترعرعت في قرية صغيرة المساحة..في حين كانت تبدو لى كالعالم برمته..كنت أظن أنني اٍدا ما اِ بتعدت أكثر عن منزلنا الصغير المتواضع..سأصادف أناسا من عالم آخر لا يعرفون لغتنا..ولأا يدركون وضعنا المعاش..كنت أخال أن العلم وأخباره جميعها منحصرة في قريتنا هده..كنت ..كثير التأمل اٍلى ما يحيط بي..كانت لي حديقة..صغير تملأ ها الأزهار البرية من كل اِتجاه..نعم كنت صغيرا حينها..ساعات أيام سنوات لا زلت أجد طعم أريجها العبق في ثغري..لم تفارقني حتى الساعة معظم عائلتي ستدهب اٍلى الخارج عاجلا أم آجلا..لكني لا أريد أن أقارق مسقط رأسي ولو للحظة..غداة رحيلنا من قريتنا المهيبة..اٍلى بناء اٍسمنتي السقف بكيت بكاء بكاء حار وأعلمت نفسي وآنستها وأخبرتها بأن الأيام تحدو حدوها قدما ولا تعود اٍلى الوراء..هده عباراتي العتيقة التي لفظت أنفاسها الأخيرة عشية أن لا مست راحة يدي صنبور دارنا النحاسي..فتدكرت أيام الصبا من جديد..عادت بي الداكرة اٍلى سنين ليست بالبعيدة اٍلى قلبي الملآن بحنين الشوق الخنوع لخلايا دماغي الهائم المنتشي بحلاوة الماضي البريء..كنت أرى أطلال بيتنا من على فناء سح منزلنا الجديد دا الطابق اليتيم..أبكي حينا وأبتسم حينا آخر..على أية حال..كل القرية بمن فيها..هجر موطنه الدي دفن فيه الغابر والنفيس ..لم نكن منقطعي النظير عن الحي الحضاري الجديد..لم تمر سنين عدة على اٍنتقالنا من القرية المهجورة..هي سبع سنين فقط لكنها كلما كثرث سنين هده الألفية الجديدة سار ت أيامنا حبلى بما يجد ويستجد..قلت في نفسي وعيناي تنظر بخشوع الى طلا ل منزلنا..الحمد لله أننا اٍنتقلنا الى مكان وطيد الصلة بدكريات الماضي..لم يكن مكانن اٍقامتنا الجديد يبعد سوا أمتار معدودة عن فناء القرية التي محيت عن آخرها بفعل الجارافات..جرافات البلدية..كنت أكرها صوتها المرعب وهي تجرف بقايا المنازل العشوائية والقصديرية الجدران..كنت أراها بعجلات مطاطية كبير وجرافة فلادية المعدن وهي تجرف تاريخ قريتنا الجميل العبق الفياح..كانت تجرف السنين التي كنا لا نميز شهورها نحن الصبية..كانت الجرافات تجرف الماضي..الحضارة..التاريخ..كل شيء..لم أنسى الزقاق المتعرجة..الطويلة..والأخر الملتوية..ساعات اللعب على ضوء القمر..نعم..نعم..كنا نلعب فيبتسم لنا البدر في كل الفصول..في كل فصل ..كانت لنا أطنان دكرى بل دكريات لا توفيها الكلامات حقها حتى لو طالت كلماتها..دكريات كان عمرها ثمانية عشرة سنة بالتمام والكمال..لم أنساهها..ولن أنساها..كل شيء ...كل شيء..كل شيء بقده وقديده لم ينسى..كتبته في داكرتي الهائمة بحورف لم لن يمحيها حتى الموت نفسه صباح اليوم كانت الجرافات لا تزال تمزق القرية اٍلى قطع صغيرة..تميهدا للقادم الخفي..رأيت الجرافات..فقلت ..وتلك الأيام نداولها بين الناس.